لماذا یستحق ترامب جائزة نوبل للسلام؟
الکاتب: حیدر غلامي
عقب منح جائزة نوبل للسلام للسيدة كورينا ماتشادو، أعرب ترامب والبيت الأبيض عن استيائهما من قرار لجنة نوبل. ويرى الكاتب، من منظور انتقادي، أن هذا الحدث دليل على الطابع السياسي لجائزة نوبل للسلام، ويكتب ساخرًا أنه إذا كان معيار السلام هو أداء ترامب، فهو الأحق بها. ويسرد النص سياسات ترامب الداعمة للكيان الصهيوني ومشاركته في "إبادة شعب غزة"؛ بدءًا من استخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرارات الأمم المتحدة وتهديد محكمة لاهاي، وصولًا إلى قمع الاحتجاجات المناهضة للحرب والاعتراف باحتلال القدس ومرتفعات الجولان. ويخلص الكاتب إلى أن حقوق الإنسان والعدالة أصبحت شعارات فارغة في النظام العالمي الحالي، ولقد تم تشكيل نظام جديد يعتمد على مبدأ "الحق بالقوة". وفي النهاية، يتمنى الكاتب أن تنتهي معاناة الشعب الفلسطيني وأن يُقضى على الظلم.
قبل بضعة أيام عند منح جائزة نوبل للسلام للسيدة كورينا ماتشادو، أعرب ترامب، الذي كان يستعد لاستلامها، عن استيائه واحتجاجه؛ كما انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض، ستيفن تشونغ، لجنة نوبل لعدم منحها جائزة السلام للرئيس الأمريكي، الذي وصفه بأنه ذو قلب رحیم ووصف هذا التصرف بأنه "تفضيل للسياسة على السلام".
ومن المرجح أن تجعل الإجراءات التالية ترامب جديرًا بالحصول علی جائزة نوبل للسلام:
1- الداعم والشريك الكامل للنظام الصهيوني في "عدوانه على غزة وإبادة الشعب الفلسطيني".
2- باستخدامه حق النقض (الفيتو) ضد قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كان العقبة الرئيسية أمام وقف هجمات النظام الصهيوني وتطبيق وقف إطلاق النار في غزة.
3- انتقد مذكرة التوقيف التي أصدرتها محكمة العدل الدولية في لاهاي بحق نتنياهو بتهمة "جرائم الحرب" و"جرائم ضد الإنسانية" وهدد بمقاطعة أعضاء المحكمة.
4- منع تشكيل أي نوع من "العقوبات" أو "التهديدات" أو "التحالفات" ضد النظام الصهيوني باستخدام الرشوة أو التهديد.
5- اعتقل وهدد بطرد المتظاهرين ومنظمي المسيرات السلمية ضد النظام الصهيوني في الولايات والجامعات الأمريكية. كما أنه يدعم ويُبرر الرقابة على الأخبار المتعلقة بـ"الإبادة الجماعية الفلسطينية".
6- دعم ورافق النظام الصهيوني في حرب الاثني عشر يومًا ضد إيران وفي قصف منشآتها النووية خلافًا لجميع القوانين الدولية.
7- یدعم النظام الصهيوني في انتهاك معاهدات السلام مع سوريا ولبنان واحتلال أجزاء أخرى من هذين البلدين، بالإضافة إلى قصفه المكثف.
8- انتهاك قرارات الأمم المتحدة والاعتراف باحتلال الكيان الصهيوني لـ"هضبة الجولان" في سوريا و"القدس" في فلسطين؛ والاعتراف ببناء "مستوطنات استعمارية صهيونية" في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية.
9- تنفيذ هجمات إرهابية للكيان الصهيوني في عواصم دول المنطقة واغتيال قادة حماس وفريقها التفاوضي بعلمه وتنسيقه.
10- بالإضافة إلى مرافقته ومشاركته في "إبادة غزة"، فقد كان شريكًا وداعمًا للكيان الصهيوني في استخدام التجويع ومنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة؛ وداس على جميع مبادئ حقوق الإنسان والقانون الإنساني والقانون الدولي.
11- أثبت عمليًا أن حقوق الإنسان والديمقراطية والحرية والعدالة، وما إلى ذلك، انتقائية وليست سوى شعارات في العلاقات الدولية. كما أنه شوه سمعة ومكانة الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانون الدولي أو أضر بها بشدة.
12- لم يتطرق حتى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 240 ألف شخص في غزة، غالبيتهم من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 13 ألف أسير فلسطيني مظلوم؛ وقد برر ذلك مرات عديدة.
13- من أجل إقامة "سلام مفروض"، وهو سلام متحيز تمامًا وأحادي الجانب وهش وبدون أي ضمانات، فإنه يمنع اعتقال ومحاكمة "مجرمي الحرب" ومرتكبي "الجرائم ضد الإنسانية" و"الإبادة الجماعية" للنظام الصهيوني.
14- لقد استخدم كل قوته لإصلاح الوجه القبيح والحقيقي لنظام الاحتلال الصهيوني، الذي تم الكشف عنه، من خلال "عرض یشبه السلام"؛ ومنع إدانة هذا النظام وحكامه المجرمين.
15- وفي هذا "العرض السلمي" الذي يُضحي بالعدالة على حساب السياسة، لم يُشر إطلاقًا إلى ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
١٦- لقد أسست نظامًا جديدًا في العالم تحت عنوان "الحق بالقوة".
وتجدر الإشارة إلى أنني لا أشك في الطابع السياسي لجائزة نوبل للسلام، أو على الأقل في التدخل السياسي العميق في اختيار الفائز بها؛ وخير دليل على ذلك ما شهدناه بالفعل في منحها للمحتلين وسفاحي صبرا وشاتيلا (شمعون بيريز وإسحاق رابين). كما قدمت السيدة "كورينا ماتشادو" جائزتها نوبل للسلام لـ"ترامب" بعد دقائق من استلامها، وقالت: "نحن على أعتاب النصر، واليوم، أكثر من أي وقت مضى، نعتمد على الرئيس ترامب، وشعب الولايات المتحدة، ودول أمريكا اللاتينية، والدول الديمقراطية في العالم، كحلفائنا الرئيسيين لتحقيق الحرية والديمقراطية. أهدي هذه الجائزة لشعب فنزويلا المُعذب، وللرئيس ترامب لدعمه الثابت لقضيتنا".
أدعو الله تعالی أن يُنهي إبادة الشعب الفلسطيني المُضطهد، وأن يُخفف آلامه ومعاناته، وأن يُنجيه من أیدي الظالمين.

الآراء